«الطيب» شيخ الأزهر.. إمام تصدى للمحرفين والمضللين وحفظ للإسلام وسطيته
«الطيب» شيخ الأزهر.. إمام تصدى للمحرفين والمضللين وحفظ للإسلام وسطيته
حفر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ابن محافظة الأقصر الواقعة في أقصى جنوب مصر، اسمه في قلوب وعقول ملايين المسلمين، بعدما عرفوه متصديا للبدع والخرافات والتحريف والتضليل، ومحاولات تشويه الدين الإسلامي، كما حافظ على وسطية الإسلام، والتي حاول المتطرفون هدمها بتصوير الإسلام على أنه دين يحض على حمل السلاح وترويع الآمنين.
مولده
ولد الإمام الأكبر في غرب الأقصر عام 1946، والتحق بجامعة الأزهر، ليحصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، وبعدها حصل على الماجستير عام 1971، ثم حصل على الدكتوراه عام 1977.
تولى الإمام الطيب، مشيخة الأزهر الشريف يوم 19 مارس 2010، وعمل في عدد من الجامعات، منها، جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة قطر، وجامعة الإمارات، والجامعة الإسلامية العالمية في باكستان.
شخصيته
تتميز شخصية الدكتور أحمد الطيب، بأنها تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية المميزة، والمنهج التدريسي الناجح في عدة جامعات عربية.
هو صاحب شخصية العالم المسلم التقي الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني، وقد ظهرت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي برزت أثناء مشيخته لـ “الأزهر الشريف”، ودعواته المتكررة لنبذ العنف والفرقة، ودعوته الدائمة للاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.
وجمع الإمام الطيب بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي الوسطي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، فضلاً عن العربية التي درس أصولها في الأزهر الشريف.
مواقفه
ومن أبرز المواقف، التي تؤكد حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على سماحة الإسلام ووسطيته، قراره بإقالة رئيس جامعة الأزهر، عام 2017، بعد وصفه لباحث إسلامي بالمرتد، وهو ما اعتبره الكثير من المثقفين والكتاب قراراً تاريخياً من شيخ الأزهر.
دفاعه عن فلسطين
ورفضا لقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، دعا شيخ الأزهر لعقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تبطل ذلك القرار.
وأعلن الدكتور أحمد الطيب، وقتها رفضه القاطع لطلب رسمي من نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، للقائه يوم 20 ديسمبر 2020، احتجاجا على القرار الأمريكي.
دعمه للروهينغا
قاد الإمام الطيب تحركا دوليا ضد المجازر التي تعرضت لها أقلية “الروهينغا” المسلمة في ميانمار، واستنهض العالم للوقوف بجانب المضطهدين.
وقال شيخ الأزهر في بيان له، إن الأزهر لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدى أمام هذه الانتهاكات بحق مسلمى الروهينغا، مشددا على أنه سيقود تحركات إنسانية على جميع المستويات، لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المسلمون وحدهم في ميانمار.
وقوفه في وجه المتطرفين
تصدى فضيلة الإمام الأكبر للمتطرفين ضد الإسلام، معلنا رفضه للفعل المشين الذي قام به رئيس حزب يميني في الدنمارك بإلقائه للقرآن الكريم خلال فعالية نظمها متطرفون في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، حيث قال وقتها: “أتعجب من تلك القلة المتطرفة التي تعكر صفو السلام العالمي، وتعمل على خلق الاحتقان بين أصحاب العقائد المختلفة”.
دفاعه عن النبي
دعا شيخ الأزهر المسلمين لتجديد مشاعر الحب والولاء والدفاع عن النبى محمد بكل ما نملك من غال ونفيس، مؤكدا أن محبته صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم.
وأكد شيخ الأزهر، أن العالم الاسلامي سارع لإدانة حادث القتل البغيض الذي وقع في باريس وهو حادث مؤسف ومؤلم، ولكن من المؤسف والمؤلم أيضًا أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين وقد أصبحت أداة لحشد الأصوات في الانتخابات.
وأضاف أن الرسوم المسيئة لنبينا الكريم عبث وانفلات من كل قيود المسؤولية أمام العرف الدولي والقانون العام، كما أنه عداء صريح للدين الإسلامي الحنيف وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
يهنئ الإخوة المسيحيين بأعيادهم
ووجه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، التهنئة للطوائف المسيحية بأعياد الميلاد، سائلا الله تعالى أن يشمل العالم بالسلام والمحبة والأخوة، وأن يجنبه ويلات الحروب والكراهية.
وقال شيخ الأزهر في منشور عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “خالص التهاني بأعياد الميلاد إلى الأصدقاء، البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس الأساقفة جاستن ويلبي، والبطريرك برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب”.
وأضاف الشيخ الطيب في تصريحات سابقة، أنه لا مجال أن يُطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة، مؤكدا أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.
وشدد شيخ الأزهر، على أن من يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، غير مطلعين على فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر بشكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص.
وثيقة الأخوة الإنسانية
وفي تعليقه على وثيقة الأخوة الإنسانية، قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إنها مشروع إنساني متكامل ومظلة جامعة لكل البشر وقد لدت من رحم الواقع المأساوي الذي يعيشه العالم في الوقت الراهن، لذا يجب أن يكون استمرار ذلك الواقع دافعاً لمواصلة العمل من أجل تطبيقها.
وأشار الإمام الطيب، إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية أُعلنت بعد عام من الجهد المستمر بينه وبين البابا فرنسيس، واصفاً البابا فرنسيس بأنه شريك قوي في صناعة الأخوة الإنسانية ورجل سلام بامتياز.
وأعرب شيخ الأزهر الشريف عن تقديره الكبير لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على تبنيه لهذه الوثيقة الإنسانية وإيمانه الكبير بها وتقديمه كل الدعم للقائمين عليها.
يبقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي شارف على عامه الـ 76، واحداً من أهم الشخصيات القيادية في العالم الإسلامي، والذي كرس حياته للدفاع عن الإسلام والمسلمين في كل ربوع المعمورة، ونشر ثقافة التسامح والتآخي، والتصدي للمخربين والدخلاء ومثيري الفتن، ليستحوذ على قلوب الملايين من المسلمين حول العالم.